محاولات للخروج من أرض السواد ...


}فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ { غافر55

الأربعاء، أغسطس 24، 2011

لا تخن ..




تتنحى عن طريقك ...
تتركه لعواصف هواك ..
تنسى كتاب واقعك يعربد فوق صدرك ...
وتهرب نحو سراب أيام لن تأتِ
ولا تعي أنك في الواقع
قد تركت نفسك لتموت .. 

كثيرا ما نفقد ثقتنا في ذواتنا ، في الكلمة ..
في البسمة .. في عطائاتنا المتواضعة ..
في الحياة ذاتها ..
لكن ذلك لا يلغي واقع هذه الأشياء..
هو فقط يلغي بدواخلنا القدرة على الرؤيا فلا نعود فنبصر وجه الحقيقة منها ..
فنخسركثيرا ...
و في المقام الأول نخسر أنفسنا ..
ببساطة نخسر قدرتنا على التعامل مع الحياة ... نفقد ثقتنا في دورنا فيها ..
فثم من يملك القدرة ولا يرى ذلك فيعيش تعيسا لاعتقاده أنه لا يملك شيء ليقدمه للحياة ..
وثم من يعرف أنه يملك قدرة ما .. لكن نظرته لها ولنفسه مشوهة فيعيش أيضا تعيسا
لأنه يرى الأشياء على غير حقيقتها ... ولا يقدرالنعم التي وهبت له
ربما هذه لعبة أخرى أتقن شيطان اليأس لعبها علينا ..
فصرنا أسرى أفكار اليأس التي وسوس بها إلينا ...
فنتوه في طرقاته المعبدة بالغواية ...
بعض هذه الأفكار تتبدد بنقائضها ... هذا ما خطر لي و أنا أقرأ هذه المقولة ...
(إن لله عباداً اختصهم بقضاء حوائج الناس، 
حببهم إلى الخير، وحبب الخير إليهم، هم الآمنون من عذاب الله يوم القيامة).
نعم ليس صحيحا أن تيأس ممن حولك وتشعر أن همهم الأخذ منك ..
 دون أن يكلفوا أنفسهم حتى مجرد الشكر... أو حتى تقديرالعطاء ...
ليس صحيحا ذلك الاحساس...  أنك خلقت لتعطي فقط دون أن تأخذ شيء ....
ليس صحيحا أن تسجن نفسك في أن تقديرهم قد يضيف لك شيئا ...
المهم حقا أن تقدرأنت قيمة ما تقدمه .. مهما كان بسيطاً
بسمة / كلمة / مال ....
 أي شيء قد يوهب ..
أي شيء في وسعك أن تهبه للآخرين ..
فكلمة قد تدل تائه .. وتسكن ألم ..
وبسمة قد تسعد مهموم ..
وبعض مال قد يفرج كرب ..
وفكرة قد تفيد حائر ..
أوتعرف من تخون عندما لا تفعل
نفسك ...
نعم نفسك
لأنك حينها تتخلى عن دورك في الحياة
ذلك الدور الذي يجعلك أنت ..
 أنت التي لن تعرفها أبداً إذا تنحيت عن الطريق
وجعلت وساوس اليأس هي من تسيطر عليك..
فتصبح أنت مشروع خيانة أو / غواية لنفسك ..

إن خانك الناس .. فلا تخن أنت نفسك .. 


ليست هناك تعليقات: