حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ

كأني أقرئها للمرة الأولى ...
 (وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ).     


[الأنبياء: 47].

صلاة

وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفاً مِّنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّـيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ{114}


سر اصلاحك هنا 


أقم .. لا أدي دون روح أو حضورقلب .. 
أقم بكلك .. 
أقم بحضورك الاقصى .. 
أقم بحضور جوارحك جميعها .. 
لا تُغيب أياً منها .. لا تتركه سكرانا في ركنٍ ما يعبث بعيداً .. 
فلا تتخلله تراتيلها .. ويفوته التعمد في معانيها 
ثم ما معنى الصلاة ؟؟ 
ما معنى تلك الحركات اللطيفة لتؤدى في دقائق خمس .. 
ثم نتلمس قلوبنا فلا نجد فيها أثراً من ذلك اللطف الخفي ؟؟ 
لماذا الاطفال أكثر قدرة منا على ذلك الاتصال الرباني الراقي .. 
ولماذا هم من لهم سبق القرب دنيا و آخرة .. 
ولماذا صلواتهم دوماً مستجابة ؟؟ 
ألأنهم الانقى .. و الارقى ... ؟؟ 
الأصدق .. و الأكثر براءة حتى في صلواتهم .. 
أم لأنهم يملكون من النقاء ما يوصلهم مباشرة بالحضرة الألهية العلياء  ؟؟ 
ما السر فيهم حقاً ؟؟ 
ألأن عواطفهم المتدفقة تصل مباشرة للسماء ... دون تصنع دون حواجزالكبار البلهاء ؟؟ 
ألأنهم لم يفقدو بعد تلك الصلة المباشرة بالله ؟؟ 
ذلك الحوار الدائم معه سبحانه .. 
تلك الاعتمادية الكلية على القوى العظمى المدبرة لأرجاء الكون ؟
شعورهم بضئآلتهم وصغر شأنهم أمامها ؟؟ 
تخليهم عن غرور الكبار ومكابرتهم وتجبر اصرارهم على البعد .. 
رغم وضوح الطريق .. وتوالي الاشارات .. 
أم أنه مازال الصوت بدواخلهم واضحا .. ناصعاً .. نقياً 
يحدوهم هلموا فيجيئوا مهرولين ؟؟ 

وللحضور بقية .. 

 وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ{115} 

أَفَّاكٍ أَثِيمٍ

وَيْلٌ لِّكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ{7} يَسْمَعُ آيَاتِ اللَّهِ تُتْلَى عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِراً كَأَن لَّمْ يَسْمَعْهَا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ{8} وَإِذَا عَلِمَ مِنْ آيَاتِنَا شَيْئاً اتَّخَذَهَا هُزُواً أُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ{9} مِن وَرَائِهِمْ جَهَنَّمُ وَلَا يُغْنِي عَنْهُم مَّا كَسَبُوا شَيْئاً وَلَا مَا اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاء وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ{10} الجاثية 

أَفَّاكٍ : الكذاب

أَثِيمٍ : كثير الإثم

ربتة طمئنة

{إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً }
الفرقان70

يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ 
و " إن الحسنات يذهبن السيئات .."
ربتة الله العظمى على القلوب لتحجز عنها اليأس ..
تحبسه عن التغلغل في سويداء النفس
اليائسة من الأمس ..
الطامعة في القرب ...
المتعثرة بالماضي ..

لتنطلق ...
 لتمحي سيئات الأمس بحسنات اليوم ..
حسنات اللحظة الآنية ..
يومك الذي تعيشه ..
لا الغد المغيب عن الكون ...
والذي يمكن أن يأتي .. وتكون أنت قد غادرت  ..
نعم قد لا نتمكن نحن من انتظاره ..
فنرحل قبل مقدمة بهنيهة ..
ونفوت فرصة الإصلاح على أنفسنا ..
بسجنها بين الأمس الذي لن يعود ..
 والغد الذي لم يأتِ بعد ..

إن الحسنات يذهبن السيئات .. فرصتنا العظمى ..
وعد الله .. للإنسان المغمور باليأس ..
ليرى مقدار سعة رحمة الله به ..
ليربت على قلبه القلق من سواد الأمس ...
ويمضي قدماً في يومه..
دون تعثر بالماضي الأسود ....

قبلتك الله ..

ومن سواه
مهما طال الطريق
مهما ثقل الحمل
مهما بعدت بك الطريق
ومهما تفرقت عنك
اضبط قلبك بذاك الاتجاه

يُبَدِّلُ اللَّهُ

{إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً }
الفرقان70

إِنَّ الْحَسَنَاتِ

وَإِنَّ كُـلاًّ لَّمَّا لَيُوَفِّيَنَّهُمْ رَبُّكَ أَعْمَالَهُمْ إِنَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ خَبِيرٌ{111} فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلاَ تَطْغَوْاْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ{112} وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللّهِ مِنْ أَوْلِيَاء ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ{113} وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفاً مِّنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّـيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ{114} وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ{115} هود ..

وَاصْبِرْ

{وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً{28} 
الكهف ..

>

كوامن

يمسكها بيده ..

خشبة ...

مجرد قطعة من الخشب 

بين يديه .. يصيغ منها لحناً رائع النغمات ..

يا الله .. ما أبدع ما أكننته في كوامن خلقك .. 

اجعل لي باطناً  جميلا .. يارب 

يارب ..

ولا ..

 "  إنَّ اللَّه كَان بِكُمْ رَحِيماً  " 

 "  إنَّ اللَّه كَان بِكُمْ رَحِيماً  " 

 "  إنَّ اللَّه كَان بِكُمْ رَحِيماً  " 

 "  إنَّ اللَّه كَان بِكُمْ رَحِيماً  " 

 "  إنَّ اللَّه كَان بِكُمْ رَحِيماً  " 

( :

يعجبني أن يواجه الإنسان هذه الحياة وعلى شفتيه بسمة
 تترجم عن رحابة الصدر وسجاية الخلق وسعة الاحتمال,
بسمة ترى في الله عوضاً عن كل فائت 
وفي لقائه المرتقب سلوى عن كل مفقود.
.
.
 الإمام الغزالي

قمة خنصر ..

الجحيم أن تعيش بين قوم لا تفهم لغتهم

أن تتحدث لغة لا يفهمها سواك ..

ولا تعلم كيف تفهمها  لأحد ..

الجحيم شعور مرير بالوحدة

ترمي به بعيدا فيرتد إليك أضعاف مضاعفة ..

شعورك أن قطع طريق خطواتك شارف على الانتهاء

وتكتشف أنك وطوال الوقت كنت تسير عكس الاتجاه

الجحيم أن تكون مطالبا بكل شيء

ولا تقدم إلا النزر من مسافات عجزك

حتى تاتي عليك لحظة ترمي بها بكل ما في يدك

وتهرول هاربا ..

تسقط روحك مكومة على أرضك ..

أنت ..../  لم يعد باستطاعتك أكثر ..

تمسك بكرتك البلورية

لم يعد سحرها يؤثر فهي تريك أكثر مما يجب

والرؤيا بها مختلطة ..

وعقلك يكاد يزر منك ..

تجثم على أرض واقعك ..

تختنق به وبك ..

إنها نهايتك ..

ولا مزيد ..

تحزم بقاياك ..

أنت المتناثر بين أصقاع الكون

وتركب آخر قطارات الرحيل

إلى جهة تكوم فيها نفسك المشتتة

لا تحمل معك سواها وكرة بلور أصابها الجنون

تخبرك عن جبال ضخمة تستوطن جزءا صغيرا من خنصرك الأيمن ..

فجأة توهب لحظة هدؤ ..

تتنفس بها ..

تنظر حولك ..

إنها جنتك الموعودة ..

أنت .. و انعكاس أنت .. و جنون من نوع خاص ..

يناسب مقاسك ..

يلفك بشال حجْب ..

يربت على تعبك ..

يحتضن تشتتك ..

يُريك كيف أن جبال خنصرك تكفي جدا

لا تحتاج لمساحات أكبر / أكثر

بين كل قمة منها مساحة استراحة

ورحمة رب ..

نبتت فبها أعشاب تطبيبك ..

تضميد ثقبك الأسود ..

رسائلك المفقودة ..

لغة جديدة ..

لشفرتك السرية  ...

أنسى

أنسى ... 
طعم النور .. 
حرقة افتقاده .. في ليل الحلكة .. 
وصعوبة إدراكه .. مع توالي مرات فقده .. 
اضمحلال البياض .. مع كل فقد .. وعودة .. 




أنسى .. 
كم يستهويني بلونه العجائبي .. 
كم أتوق للسعادة السرية الكامنة بدواخله ..
التي يودعها في مجاهل الروح ..
يشفيها من وجعها .. 
ينتشلها من سبل ضياعها .. 
يعود بها إلى مصافي بارئها  .. 
   


أنسى
 أنني أريده .. 
أريده حقاً .. 
رغم زخم التوافة فيَّ .. 
وعربدة طريق التوهة ..  
وتمكن السواد من سويداء القلب ..  


وفي لحظات السقوط نحو حلكة نفسي .. 
نحو الشر المتربص بلحظات ضعفي .. 
بئري السري المليء بكوامني غير المرئية .. 
أستغيث ... أصرخ .. 
يارب .. 
يارب .. وحدك من يسمعني .. 
يعرفني .. 
يقبلني .. 
فيارب .. 
بعض ذاكرة أتعكز بها .. 
و أهش بها  شياطين الأنس و الجن .. عني 
أطرد الأرواح الشريرة المنشطرة مني .. 
لأبقى ... مستيقظة .. 
مستيقظة .. .. حقاً .. 
ولا .. أنسى ..

شط البصيرة

 بسام شمص ..
 شط البصيرة

حبة قمح ..

آتيك ..
وما آتي إلا بقليل ..
وما أحمل إلا بعض سنابل فسد أكثرها ..
لم يبق منها سوى حبة قمح واحدة تصارع أن تفسد ليل نهار ..
في عتمتها تتسرب إليها .. رغما / واختيارا
رطوبة العتمة .. وبرودتها ..
وأبخرة من دخان خانق  ..
وسوس الأرض ينهشها ..
وكذا هي تفعل ..
فلا يبقى منها سوى بعض جزء ..
بعض جزء .. لا يكاد يبين ..
لا يكاد أن يشدها لتنمو ..
لتطرح سنبلةً  ..
 لتهب جني ..

ياربي ..
هذا القمح وذاك قمح ..
ولا أعلم - كما يعلمون -  لما فسد صلاح  ..
ولا أملك إلا جري يستهلكني ../ يهلكني ..
أتكور في ظلمتي .. أبكي صمتي ..
أبكي ضعفي .. عجزي ..
وبعدي ..
وكثير من امتداد الرآن بقلبي ..

ياربي ..
ياربي ..
ياربي ..
 يضيع دعائي ..
إذ فسد جني يدي ..
ولم يبق لي .. سوى ..
سعة علمك بحالي ..
وسعة رحمتك ورئفتك ..
 دون الخلائق بي ..
  يارب ..

 من لي سواك ..