قمة خنصر ..

الجحيم أن تعيش بين قوم لا تفهم لغتهم

أن تتحدث لغة لا يفهمها سواك ..

ولا تعلم كيف تفهمها  لأحد ..

الجحيم شعور مرير بالوحدة

ترمي به بعيدا فيرتد إليك أضعاف مضاعفة ..

شعورك أن قطع طريق خطواتك شارف على الانتهاء

وتكتشف أنك وطوال الوقت كنت تسير عكس الاتجاه

الجحيم أن تكون مطالبا بكل شيء

ولا تقدم إلا النزر من مسافات عجزك

حتى تاتي عليك لحظة ترمي بها بكل ما في يدك

وتهرول هاربا ..

تسقط روحك مكومة على أرضك ..

أنت ..../  لم يعد باستطاعتك أكثر ..

تمسك بكرتك البلورية

لم يعد سحرها يؤثر فهي تريك أكثر مما يجب

والرؤيا بها مختلطة ..

وعقلك يكاد يزر منك ..

تجثم على أرض واقعك ..

تختنق به وبك ..

إنها نهايتك ..

ولا مزيد ..

تحزم بقاياك ..

أنت المتناثر بين أصقاع الكون

وتركب آخر قطارات الرحيل

إلى جهة تكوم فيها نفسك المشتتة

لا تحمل معك سواها وكرة بلور أصابها الجنون

تخبرك عن جبال ضخمة تستوطن جزءا صغيرا من خنصرك الأيمن ..

فجأة توهب لحظة هدؤ ..

تتنفس بها ..

تنظر حولك ..

إنها جنتك الموعودة ..

أنت .. و انعكاس أنت .. و جنون من نوع خاص ..

يناسب مقاسك ..

يلفك بشال حجْب ..

يربت على تعبك ..

يحتضن تشتتك ..

يُريك كيف أن جبال خنصرك تكفي جدا

لا تحتاج لمساحات أكبر / أكثر

بين كل قمة منها مساحة استراحة

ورحمة رب ..

نبتت فبها أعشاب تطبيبك ..

تضميد ثقبك الأسود ..

رسائلك المفقودة ..

لغة جديدة ..

لشفرتك السرية  ...